النظام المالى الإسلامى يدعم الإقتصاد فى بريطانيا

أعربت العاصمة البريطانية – لندن - عن مدى إدراكها لأهمية الإقتصاد الإسلامى حيث تستضيف المنتدى الإقتصادى الإسلامى العالمى فى دورته التاسعة و التى أقيمت من 29 – 30 أكتوبر 2013.
عندما يتعلق الأمر بالإقتصاد يجب أن يفخر المجتمع الإسلامى و أن يدعم فكرة أن يكون هذا النوع من الإقتصاد هو أحد الدعائم و الأصول التى تبنى عليها أى دولة ..وهذا ما أكد عليه العديد من الحاضرين للمنتدى ..ووفقاً لما قاله المستشار الإسلامى فى بريطانيا فإن المجتمع الإسلامى البريطانى يصل حجم مساهماته الإقتصادية £31 بليون جنية إسترلينى بالإضافة إلى إقتصاد المملكة المتحدة و أن 13,400 مسلم يملك أعمال و شركات فى لندن وحدها مما يحقق 70,000 فرصة عمل .


و أكدت بريطانيا أن الإقتصاد الإسلامى الأخذ فى الصعود و النجاح و حده يستطيع دعم الإقتصاد البريطانى فى خضم الإقتصاد العالمى المتباطئ . كما أكدت أن هذة هى رغبة الساسة و الخبراء الإقتصاديين كما هى تماماً رغبة العالم الإسلامى.


و فى كلمته أمام المنتدى و الذى يقام لأول مرة خارج المنطقة الإسلامية أكد ديفيد كاميرون- رئيس الوزراء البريطانى - أن خزانة الدولة سوف تصدر صكوك إسلامية بقيمة 200 مليون جنية إسترلينى و أكد بقوة أن لندن مدينة عالمية حيث تضم 1,800 سياسي و قادة أعمال من حوالى 115 دولة جميعهم فى لندن ، فهى وعلى حد وصفه أكثر عاصمة منفتحة على وجه الأرض و أكبر مركز للإقتصاد و المالية الإسلامية فى الغرب .


بالرغم من الأزمات السياسية الطاحنة فى بعض دول المجتمع الإسلامى إلا أن المالية الإسلامية كان أدائها جيد جداً و ملحوظ ولقد أدرك رئيس الوزراء البريطانى أن " المالية الإسلامية تنمو بمعدل 50 % أسرع من المعاملات المالية المصرفية التقليدية و لما كان من المقرر أن يصل حجم نمو الإستثمارات الإسلامية عالمياً إلى 1.3 تريليون جنيه إسترلينى بحلول عام 2014 أردنا أن نتأكد أن النصيب الأوفر من حجم هذا الإستثمار الجديد سوف يتحقق هنا فى بريطانيا " ...كما أعلن أن بورصة لندن كانت تستعد لإطلاق مؤشر سوق إسلامى لمساعدة مدراء الصناديق الإسلامية على إكتشاف فرص إستثمار جديدة .


و تعد إقامة المنتدى فى لندن سابقة من نوعها و شهادة على أن هناك نية صاقة من الجانبين الإسلامى و الأخر البريطانى على تبادل المنفعة وتحقيق مكاسب مشتركة .


المالية الإسلامية لم تنجو فقط من الأزمة التى عصفت بالإقتصاد العالمى عام 2008 بل وأنها أيضاً حققت معدلات أداء غير إعتيادية و جدير بالذكر أن السبب فى ذلك هو الإلتزام بالشريعة الإسلامية حيث المعاملات المالية بدون فائدة و قد بدأ الإقتصاد الإسلامى فى التمدد فى بعض الدول الإسلامية خلال السبعينات . وخلال محادثات التسعينيات التى بدأت بين المجتمع الإسلامى البريطانى و بين الإقتصاديين و السياسيين و القطاع المصرفى دار النقاش حول كيفية تطبيق المعاملات المالية الخاضعة للشريعة الإسلامية ومن خلال التشريعات المالية البريطانية . و قد تم التوصل حينها لبعض الإتفاقات التى مهدت الطريق أمام العديد من البنوك الكبرى لقبول عروض التمويل الإسلامى والأن أصبحت لندن مركزاً للإقتصاد الإسلامى .


يأتى ذلك بينما ترى بريطانيا أن هناك ما يقرب من 3 مليون مسلم لم يزل لا يشارك بقوة فى الحياة هناك ، ولكن الأمور سرعان ما تتغير . ففى السنوات القليلة الماضية انتشر الشباب البريطانى المسلم بقوة فى سوق العمل . فهناك إتجاهاً قوياً منهم للمشاركة فى القطاع المالى و العديد منهم يلتحق بالعمل فى الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم.