لقد إهتم الإسلام بالقيم الإيمانية والأخلاقية والسلوكية، واعتبرها ضرورة وواجب، "فما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب"، ونجد ذلك واضحا في كل آيات كتابة الأموال في القرآن الكريم وفي أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد أوضحت أطول آية في القرآن الكريم والتي تحدثت عن كتابة الأموال (المحاسبة) الصفات التي يجب أن يتصف بها المحاسب. وهى الإيمان والتقوى والعدل والصدق والأمانة والفقه والعفة والكفاءة الفنية.... يقول الله سبحانه وتعالى: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلْ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا إلى قوله تبارك تعالى ..... وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمْ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (البقرة : 282)، فقد ورد فى هذه الآيات صفات التقوى والعدل والحق وعدم بخس الحقوق.


وكان من معايير اختيار العاملين على الزكاة في بيت المال هو توافر صفات: التقوى والصلاح والأمانة والصدق، كما وضع فقهاء المسلمين الشروط الواجب توافرها فى الدواوين الحكومية، فقد حدد ابن مماتي في كتابه "قوانين الدواوين" صفات من يعمل في مجال المال على النحو التالي: " أن يكون حرا مسلما، عاقلا صادقاً، أديبا، فقيها، عالما بالله تعالى، كافيا فيما يتولاه، أمينا فيما يستكفاه، حاد الذهن، قوي النفس، حاضر الحس، جيد الحدس، محبا للشكر، عاشقا لجميل الذكر ، طويل الروح، كثير الإحتمال، حلو اللسان، له جرأه يبت بها الأمور من حكم البديهة ، وفيه تؤده يقف بها فيما لا ينصرح على حد الرؤية، يعامل الناس بالحق على أقرب طرقه وأسهل وجهه، ولا يحتشم من الرجوع عن الغلط فالبقاء عليه غلط ثان، ويصفح عما يشرع فيه من الأقوال والأفعال، ولا تكون حوطته على اليسير بأيسر من حوطته على الكثير، ويكون شديد الأنفة، عظيم النزاهة، كريم الأخلاق، مأمون الغالة، مؤدب الخدام، لا يقبل هدية، ولا يقبل من أحد عطية، ولا يقصد في أحد بغيبة أو نميمة، ولا يظهرها ما بينه صداقة أو عداوة" .





منقوول