لقد اهتم الإسلام بالمحاسبة فى باب كتابة الأموال فى كتب الفقه ، وكان هناك متخصصون فى صنعه الكتابة ، وكان يطلق على المحاسب كاتب أو حافظ المال ، ولقد اقتبس كثير من كتاب المحاسبة فى دول أوروبا من التجار العرب الكثير من مفاهيم وأسس المحاسبة فى الإسلام ، فالفكر المحاسبى الإسلامى له أصوله المستنبطة من مصادر الشريعة الإسلامية ومرجعيته المستقاه من فقه المعاملات وله تطبيقاته البارزة فى صدر الدولة الإسلامية منها على سبيل المثال نظم المحاسبة فى دواوين بيت المال ونظم محاسبة الشركات الإسلامية ونظم محاسبة الزكاة والوقف والمواريث وغير ذلك .
وحيث أن المصارف الإسلامية تلتزم بشريعة الإسلام فى كل معاملاتها، لذلك يجب أن تصمم وتشغل نظمها المحاسبية فى ضوء القواعد الكلية التى تحكم الفكر المحاسبى الإسلامى ، ولا يجوز أن يطبق عليها أسس ونظم محاسبة البنوك التقليدية بدعوى خاطئة بأن المحاسبة هى المحاسبة وأنه لا يوجد ما يسمى بالمحاسبة فى الإسلام أو فى المصارف الإسلامية .
وتختص هذه الدراسة بتناول أسس ومعايير محاسبة المصارف اٍلإسلامية فى ضوء الفكر المحاسبى الإسلامى وإبراز الاختلافات الجوهرية بينها وبين أسس ومعايير المحاسبة فى البنوك التقليدية ، وذلك فى ضوء أسس ومعايير المحاسبة الصادرة عن هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية .
وتأسيساً على ما سبق فقد خططت هذه الدراسة بحيث تقع فى ثلاث مباحث نظمت على النحو التالى :
المبحث الأول : طبيعة محاسبة المصارف الإسلامية .
المبحث الثانى : أسس ( مبادئ ) محاسبة المصارف الإسلامية .
المبحث الثالث : معايير محاسبة المصارف الإسلامية .
وإن شاء الله فى دراسات تالية سوف نتناول تطبيقات ذلك على أنشطة المصرف الإسلامى المختلفة ومنها نشاط الخدمات المصرفية ونشاط الاستثمار والتمويل ونشاط الخدمات الاجتماعية .
رد مع اقتباس