بعناية الله وتوفيقه استطاعت حركة الصحوة الإسلامية المعاصرة أن تحصد ما غرس المجاهدون والمجتهدون والمجددون المسلمون عبر السنين وان ترفع لواء الإسلام عاليا في حلبة الفكر المعاصر وفي الشارع السياسي في البلاد الإسلامية. وأن تطلق نداء الإسلام مدويا في المحيط الدولي.
مع النجاح والفلاح استرد كثير من الناس ثقتهم في الملة وجددوا اعتزازهم بدين الله فدخلوا فيه أفواجا، ودخل الساحة معهم انتهازيون رأوا أن للإسلام جوادا سباقا فراهنوا عليه. ومنافقون هتفوا بالإسلام مزايدين ومتعجلين ليجهضوه. وجاهلون يحدثون في آيات الله بغير سلطان أتاهم. هؤلاء التعساء هم بعض ضريبة النجاح ولن يضروا الصحوة لأن عناية الله ترعاها ولأن الصحوة الإسلامية المعاصرة نضجت وقوى عودها وسوف تجبرهم على الاستقامة أو تعزلهم وتنجو من شرهم.
إن المسلمين اليوم أكثر اعتزازا بالملة وأكبر ثقة في أنفسهم تخلصوا ولله الحمد من مركب النفس أمام الحضارات الوافدة.
لقد استطاعت الصحوة الإسلامية المعاصرة أن تحل المعادلة الصعبة بين الأصل والعصر بما اكتشفت من قصور العصر وما اكتشفت من رحابة الدين والعلم بما عرفت من نفع العلم واتساع الإسلام لكل علم.
وبنضج فكر الصحة الإسلامية خلا الإسلام من التذرع والاعتذار والتبرير وصار يقتحم بيقين التعاليم الإسلامية (لمثالبها) الحضارات الأخرى مستفيدا من نافعها مدركا لمثالبها كاشفا لقصورها مبينا حاجتها لتعاليم الإسلام لاكتساب التوازن والاستقامة.
هذا البحث نفحة من أثر الصحوة الإسلامية المعاصرة يساهم في فكرها بما يلقي من ضوء على التنمية من منظور إسلامي.